ارتبط مفهوم التأويل في بداية التأسيس بالتأويل الرمزي أو الباطني، الذي كان يهتم بتفسير الكتب المقدسة. تطور هذا المفهوم ليشمل الثورة المنهجية التي ا رفقت تحول الوعي النقدي، وتصبح بذلك الهرمينيوطيقا أساسا منهجيا ونظريا لكثير من القضايا الفكرية والأدبية وقد شكل تحليل النصوص الأدبية، وتفسيرها محوا ر جوهريا لامتحان خصوصية التأويل، من حيث كونه إعادة بناء وتصور للمعنى وليس بوصفه بحثا عن معنى.
ومن ثم فإن دور المؤول لا ينحصر في مطابقة مقاصد المؤلف وانما يكمن في البحث عما يجعل من نص ما أدبيا، أي في الخصوصية الأسلوبية والفنية التي تمنح عملا أدبيا صفة الأدبية. ولأن مثل هذه الخصوصية لا تتحقق إلا بالق ا رءة والتأمل والظن والمكاشفة…