بر الوالدين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ….. أمابعد
أيها البار الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اعلم أن المنهج الرباني متميز عن غيره من المناهج الوضعية ، والله سبحانه وتعالى قد أمرنا في كتابه العظيم ، أن نقتدي برسله الكرام ، فقال عز وجل ( فبهداهم اقتده ) [ الأنعام 90 ] ورسل الله تبارك وتعالى ، بررة بوالديهم ، وإليك الدليل :
يقول نوح عليه السلام ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ) [ نوح 28 ] .
ويقول إبراهيم عليه السلام ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) [ ابراهيم 41 ]، ولما هدد آزر ابنه إبراهيم وقال له ( لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ) [ مريم 46 ] كان جواب إبراهيم عليه السلام ( سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ) [ مريم 47 ].
ويقول تعالى عن يحي عليه السلام ( وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ) [ مريم 14 ]
ويقول عيسى عليه السلام ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [ مريم 32 ]
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ( زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله ، وقال : استأذنت ربي عز وجل في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنت في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت )
والله سبحانه وتعالى أمر المسلمين ببر الوالدين ، ولأهمية هذا الأمر ، وعظم شأنه ، فقد قرن سبحانه وتعالى برهما والإحسان إليهما ، بعبادته وتوحيده ، فقال جل ذكره ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) [ الإسراء 23 ]
رواه النسائي