هتلر هو زعيم آخر من الذين أثروا بشكل ملحوظ على سيرورة القرن العشرين. لم يكفه انه أشعل ـ عن قصد أو عن غير قصد ـ الحرب العالمية الثانية،بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إلى معاداة اليهود، وهذه المعاداة وحدها كافية لجعله أكثر الشخصيات عرضة للديماغوجية الإعلامية الغربية.
وإذا كان البشر، ومنهم المؤرخون والاحصائيون والعادون على الأصابع ومستخدمو الآلات الحاسبة، لا يزالون حتى اليوم يتناقشون في عدد يهود الهولوكوست، دون ان يصلوا إلى رقم واحد متفق عليه، فإننا لا نعتقد أن هتلر قد فكّر، حتى في أبهى تجليات أحلامه، بالسيطرة على العالم كله.
ألمانيا كانت دائما فريسة الصراعات الأوروبية، وكان شعبها مقسما بين النمسا وسويسرا والبلاد المنخفضة والمقاطعات البروسية التي كانت الدول الأوروبية المتجاورة تتناهشها كلما أتيحت لها الفرصة. وألمانيا نفسها لم تكن دولة استعمارية. فحين كانت دول أصغر منها واقل أهمية كهولندا تستعمر بلدانا في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية منذ القرن السابع عشر على الأقل، كان الألمان يبحثون عن قائد يوحد صفوفهم. وقد وجدوه في بسمارك في العام 1880، وصارت لهم مستعمرات صغيرة في أفريقيا متأخرين عن سواهم ب 200 سنة على الأقل. ثم جاءت الحرب العالمية الأولى التي أعادت ألمانيا مئة سنة إلى الوراء، اقتصاديا وبشريا، اثر تقاسم مقاطعاتها شرقا وغربا.
Here you'll find all collections you've created before.
Privacy settings
إعدادات الخصوصية
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط الوظيفية والنصوص الخارجية لتحسين تجربتك. يتم تحديد ملفات تعريف الارتباط والنصوص البرمجية المستخدمة وكيفية تأثيرها على زيارتك على اليسار. يمكنك تغيير إعداداتك في أي وقت. اختياراتك لن تؤثر على زيارتك.
NOTE: These settings will only apply to the browser and device you are currently using.
ملفات تعريف الارتباط
بتصفحك لموقعنا فانك توافق على استخدام ملفا الارتباط لتحسين أداء موقعنا. نحن لا نتتبع أو نخزن أية معلومات