مقدمة:
..كان ذلك في الـ20 من تموز 1968، وكانت الحرب الباردة آنذاك في أوجها، وكان الأمريكان والروس يتسابقون بهدف الوصول إلى القمر من أجل تسخيره لأهدافهم “النبيلة”…
في ذلك اليوم كانت غواصة تابعة للبحرية الأمريكية تستكشف تلك السلسلة البركانية الخامدة الواقعة في عمق المحيط الأطلسي على بعد 2000 كم غرب جبل طارق – ويا لها، كما يصفونها، من سلسلة جبلية مهيبة، قمة كلِّ بركان فيها يتجاوز ارتفاعُها عن قاع المحيط الـ3000 م، وإن كان الفارق بين قممها وسطح المحيط لا يقل عن 700 م…
كانت تلك الغواصة التي تدعى بـAlvin من نوع الـBathyscaf المخصصة للأعماق الكبيرة، وكانت تستكشف الأعماق بواسطة كشَّافاتها الكهربائية الثلاث، متسلقة ببطء سفوح إحدى تلك الجبال حين، لاحظ العالمان لاري شوميكر وروبرت بالارد وجود مرجان يغطي سفح ذلك البركان. وكان الحديث التالي، كما سُجِّل في حينه، طريفاً ومعبراً. قال لاري:
– … مرجان! ولكن هذا مستحيل. فالمرجان يحتاج لنموه إلى نور الشمس، ونحن الآن على عمق يتجاوز الألف وخمسمائة متر عن سطح البحر، حيث لا يصل نور الشمس…