المقدمة:
الزواج هو رابطة تجمع الرجل بالمرأة على وجه شرعي و أساسه المودة و الرحمة بين الزوجين و المحبة لإحصان كل منهما ، و تأسيس عائلة و إنجاب الأولاد ، كما أنه المتنفس الروحي لكلا الجنسين ، و لكن قد يحدث أن لا تعمم هذه الصفات على كل الزيجات فقد تكره المرأة زوجها لأسباب عديدة منها تكره منه خلقه أو خلقه أو غيرته ، و لا تطيق المرأة بعدها العيشة معه كذلك هو الشأن بالنسبة للرجل ، فأوجب الشرع لهذين الزوجين حلا هو الطلاق ، فيشرع للزوج فك الرابطة الزوجية بإرادة منفردة و أعطى للزوجة حق الخلع أو التطليق و هذا حماية للمرأة إن خافت ألا تقيم حدود الله ، و هو الشأن بالنسبة للقانون الوضعي بنص المادة 54 من قانون الأسرة الجزائري .
و بالرغم من أن الخلع قد ظهر منذ قديم الزمان سواء قبل الإسلام أو بعده فإنه مازال محور جدل في العالم العربي و خاصة الجزائر و مصر التي شهدت تعديلات كبيرة في هذا المجال ، ومنها آخر تعديل في قانون الأسرة الجزائري الصادر بالأمر الرئاسي 05/02 المؤرخ في 27/02/2005 الذي هدف إلى توضيح أحكام الخلع و تأكيد حق المرأة في خلع نفسها من زوجها دون حاجة إلى موافقة الزوج .
و السبب الحقيقي الذي جعلنا نختار موضوع الخلع هو كونه ذو فائدة علمية و عملية على أرض الواقع في نفس الوقت ، حيث أن الحياة العملية لا تخلو من مثل هذه الظواهر ، كما أن الدراسات السابقة ركزت على الجانب الشرعي على حساب الجانب القانوني خاصة في الدراسات الجزائرية التي يشوبها نقص كبير حول الدراسات المتضمنة للخلع و هذا عكس الدراسات المصرية .
و سنحاول إن شاء الله من خلال مذكرتنا طرح الإشكاليات التالية :
ماذا نعني بالخلع شرعا وقانونا و فقها ؟ و ماهي أهم الفروقات بين الخلع و سائر طرق فك الرابطة الزوجية الأخرى ؟
و هل بإمكان المرأة إستعمال الخلع كورقة لفك الرابطة الزوجية متى شاءت مثلها مثل الرجل في ذلك ؟
ما هو وجه التباين بين الخلع الذي نص عليه قانون الأسرة الجزائري و بين الخلع المقرر شرعا؟