مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم ، به نستعين ، وعليه نتوكل . الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً – .
أما بعد :
فهذه نبذة وجيزة مفيدة في علم الفرائض ، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل – قدس الله روحه ، ونور ضريحه – جمعتها للقاصرين – مثلي – ولخصت أكثرها من تقريرات شيخنا الشيخ العلامة / محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف – أسكنه الله فسيح جناته ، ونفعنا والمسلمين بعلومه وإفاداته – آمين – .
وقد جردتها من الدليل والتعليل في غالب المواضع ؛ طلباً للاختصار ، وتسهيلاً على من يريد حفظها – وربما أشرت إلى بعض الخلاف لقوته ، ورجحت ما يقتضي الدليل ترجيحه ، إما في صلب الكتاب ، وإما في الحواشي ، وسميتها : ( الفوائد الجلية في المباحث الفرضية ) .
والله المسئول أن يعمم النفع بها ، وأن يجعل السعي فيها خالصاً لوجهه الكريم ، وسبباً للفوز لديه بجنات النعيم ؛ إنه ولي ذلك ، والقادر عليه..
مقدمة في ذكر بعض ما ورد في فضل هذا الفن:
اعلم – رحمك الله – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – حث على علم الفرائض ، ورغب فيه في أحاديث كثيرة منها : ما رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو – رضى الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( العلم ثلاث : آية محكمة أو سنة قائمة ، أو فريضة عادلة ، وما كان سوى ذلك فهو فضل )) .
وروى ابن ماجة والدارقطني عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( تعلموا الفرائض وعلموها الناس ؛ فإنه نصف العلم ، وهو ينسى ، وهو أول شيء ينزع من أمتي )) ، قال سفيان بن عيينة – رحمه الله – : معنى كونه نصف العلم : أنه يبتلى به الناس كلهم..