…فبعد أن أسفرت المقاومة المسلحة عن عقمها، وبرز ما يعرف بالنهضة الحديثة في المشرق العربي مطلع القرن العشرين، أيقن مثقفي الجزائر المتشبعين بالثقافة العربية الإسلامية بأن السلاح غير قادر على مجابهة الجيش الفرنسي وأنه لم يكلفه إلا خسارة في الأرواح، وبأنه إذا ما أرادوا إخراج المستعمر من أرضهم فعليهم أولا إزالة تأثيراته المغروسة في النفوس والعقول وانتقاء هذا الشعب من ظلمات الجهل والتضليل والعودة بهم إلى الدين الصحيح، بعدها يأتي خوض معارك الرشاش، لتنتقل الجزائر من مرحلة المقاومة المسلحة إلى المقاومة الفكرية التي جسدتها مجموعة من السياسيين والمصلحين أمثال الشيخ عمرراسم….