مقدمة:
تعتبر دراستنا هذه من بين الدراسات التي تقف باستحياء أمام ما يزخر به القرآن الكريم من دقائق وأسرار في تعبيره المعجز، إلي أخلص الألسن من أن تبين، وأخذ عليها منافذ القول أخذا، وقد اخترنا من هذا الخضم الهائل ما استطعنا أن نقف عليه من معان وأساليب تقتفي خطى تلك الإشارات الجادة والعبقرية الخارقة الرائعة التي أعجزة أهل اللسان والبلاغة، وأرباب البيان والفصاحة فقد سحر القرآن الكريم العرب منذ اللحظة الأولى لتروله لما وجدوا فيه من روعة
اللفظ، وحسن المعنى، ودقة النظم، وتأثير في النفوس، وسريان في القلوب، على الرغم من أنهم أهل فصاحة وبلاغة يحكمون زمام اللغة ويعرفون أسرارها ومخبأها، ويتفننون في تطريز أساليبهم ببديعها، ويتباهون في تدبيج أشعارهم بكل ألوان التعبير الجميل، إلا أن القرآن الكريم جاء عربيا فصيحا…….